العلم كانا مبلغه (?) من الغنم، وكفر بهما وبالًا حينئذ، وفي تأخير الإيمان عن الخشية دليل على وجود الإيمان بالعقل قبل وجوده بالسماع، ولولا ذلك لما تقدم الإشفاق من خشية الله على الإيمان بالآيات، فإنما تأخر نفي الشرك عن إثبات الإشفاق والإيمان لوجود الشرك في أهل الكتاب بعد ادعائهم الخشية والإيمان.
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} صفة أولياء الله تعالى المعتقدين أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأن موجب السعادة والشقاوة هي التقدير الأولي دون السبب العملي، وعلى هذا (?) قال -عليه السلام- (?): "ما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلى" وقال -عليه السلام- (3): "أيكم ينجيه عمله" قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني برحمته" (?)، وعن عائشة قالت: سألت رسول الله عن قوله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} فقلت: أهم الذين يشربون الخمور ويسترقون؟ قال: "لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلُّون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم أولئك يسارعون في الخيرات" (?).
وعن شقيق بن إبراهيم (?) الزاهد العاقل: لا يخرج من هذه الثلاثة إلا خوف: أولها أن يكون خائفًا لما سلف منه من الذنوب، والثاني لا يدري ما ينزل به ساعة بعد ساعة، والثالث يخاف من اتهام العاقبة {بَلْ