تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم" (?) وقال: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" (?)، وعن الكلبي والفراء (?): أن الكفار كانوا ينضحون البيت بالدماء ويقولون: اللهم تقبلها منا، وقصد المسلمون بمثل ذلك فأنزل الله تعالى رفع اتصالها من حيث الأمر بالمناسك، وذلك لا يتصور وجوده إلا بعد تمكين المأمورين والذب عنهم.

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} في القتال {بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} تعليل وتسبيب للإباحة، وذلك أن أهل مكة كانوا يستضعفون المؤمنين وينالون منهم وهم يستأذنون في القتال.

{الَّذِينَ أُخْرِجُوا} في محل الخفض بدلًا من الذين ظلموا {بِغَيْرِ حَقٍّ} بغير سبب أو علة، فعلى هذا الاستثناء متصل، وقيل: بغير عدل، وعلى هذا الاستثناء منقطع ومثله قوله: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)} [الليل: 19، 20] {صَوَامِعُ} جمع صومعة (?) {وَبِيَعٌ} جمع بيعة وهي المدرسة {وَصَلَوَاتٌ} جمع صلاة، وقيل: صوامع الرهبان وبيع النصارى وصلوات كنائس اليهود (?) {وَمَسَاجِدُ} المسلمين، وهذه المواضع أشرف وأعظم حرمة من غيرها، يدل عليه إجماع المسلمين على استحباب أن يتخذوا هذه البقاع من ديار الكفار مساجد وأفتحها الله لهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015