بالمعروف حتى تجدوا ظهرًا إلى البيت العتيق" (?)، يعني حريم البيت العتيق وهو الحرم كله، وكان المشركون ينحرون عند زمزم وهو اليوم في المسجد الحرام، والمسجد ينزه عن القاذورات.

{جَعَلْنَا مَنْسَكًا} قال الكلبي: المراد به الأضاحي، وذلك يدل على وجوبها، {الْمُخْبِتِينَ} المتواضعين والساكنين، و (الجنب): المكان المطمئن من الأرض، و (الإخبات): التواضع والسكون.

{إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} وهذه صفة أوليائه على بساط الغيب فإذا أكرموا بالمشاهدة اطمأنوا. وقد جمع الصفتين في قوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23] {وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} اللام لكون إضافة الصلاة (?) غير محضة بدليل حسن دخول النون أو التنوين في المضاف وانتصاب المضاف إليه.

{وَالْبُدْنَ} جمع بدنة، والبدنة: البعير أو البقرة، واللفظ لا يدل على اختصاصه بمكة بخلاف الهدي {صَوَافَّ} جمع صافة، كالدابة والدواب والحاسة والحواس {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} سقطت فلصقت بالأرض بعد الذبح والنحر وسكنت {فَكُلُوا} أمر إباحة وهو عام في كل بدنة بلغت محلها وكانت دم تذكية ولم يكن دم جناية {وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} عام في أهل مكة وغيرهم، وقال مجاهد: القانع جارك وإن كان غنيًا، وقال مرة: القانع أهل مكة والمعتر الذي يعتريك ولا يسألك.

{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ} لن ينال ثواب الله وفضله ونعمته لحوم الهدايا و {دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} وفي زبور داود -عليه السلام-: ليس الأعمال أعمال الجوارح إنما الأعمال أعمال القلوب، وقال النبي -عليه السلام-: "إن الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015