وذكر أبو عبيد الهروي أنه اسم ملك من الملائكة (?). وعن ابن عباس قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?) بالموعظة فقال: "أيها الناس إنكم محشورون إلى الله تعالى عراة غرلًا" ثم قرأ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} الآية، قال: "أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وأنه سيؤتى برجال من أمتي ويؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} إلى قوله {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 117] فيقال: هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم" (?).
وعن ابن عباس في قوله: {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا} الجنة {فِي الزَّبُورِ} زبور داود -عليه السلام- (?) (?) {مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} التسبيح والتهليل والوعظ، ويحتمل أن المراد بالذكر التوراة، وبالزبور كتاب داود، ويحتمل أن المراد بالذكر اللوح المحفوظ والزبور كتاب يعلمه الله.
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} كونه رحمة لنا شيء لا يخفى، ولكفار قريش فمن حيث قوله {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33] ولأهل الذمة فإيجابه حمايتهم والذب عنهم ولأهل العرب وأئمة الضلال فمن حيث تحقيقه عنهم يمحو لنفسهم السيئة لولا هؤلاء (?)، ودعوته (?) تتضاعف عليهم (?) أوزارهم بإضلالهم الناس كافة.