{فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} خسارتهم بقاؤهم في الضلالة وزوال ملكهم عند إنقضاء آجالهم إلى بدل سوء. روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أن إبراهيم لما خرج من النار سالمًا قال عمه هارون أبو لوط: إنما لم تحرقه النار لعبادتي إياها فحفظته فيَّ. ابنوا له أتونًا وأهلكوه بالدخان فإنّ الدخان (?) لا وفاء له ولا حفاظ، فبنوا أتونًا وأوقدوا فيه نارًا وأدخلوا فيه إبراهيم ولوطًا وسارة، فخرجت عنق من النار وأصابت لحية هارون فاحترقت بها وفتح الله طريقًا لإبراهيم ولوط وسارة فخرجوا سالمين.
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ} خصه لأن ولادته كانت بعد شيخوخة إبراهيم ويأس سارة فكانت آية من آيات الله تعالى، وخصَّ يعقوب لمكان نبوته وكونه إسرائيل الله {نَافِلَةً} عطية زائدة.
{وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا} نعمتنا (?)، وهو مواساة إبراهيم إياه في الدنيا والجنة في العقبى.
{وَنُوحًا} نصب بفعل مضمر، أي: ونجينا نوحًا (?) {مِنَ الْكَرْبِ} شدة الحزن، وانتصاب داود بفعل مضمر (?).
و {نَفَشَتْ} انتشرت السائمة وأرتعت بالليل من غير راعٍ، والألف واللام في {الْقَوْمِ} للتعريف لأن القصة معروفة عند أهل الكتاب، أو للتعريض عن الإضافة أي قومهما {لِحُكْمِهِمْ} أي على حكمهم {شَاهِدِينَ} مطلعين، والضمير عائد إلى داود وسليمان وقومهما.