وخلافة ما نعبُد أنه سيظهر، وكانت حول إبراهيم -عليه السلام- (?) حين خرج من النار جماعة من الناس لا يحصى عددهم فهم يأتمرون به ليجددوا له عذابًا آخر، فأرسل الله تعالى ريحًا عاصفًا فنسف رماد تلك النار عن وجه الأرض ثم ذرته في وجوههم فخرجوا هاربين مولِّين، وأرسل نمرود إلى إبراهيم -عليه السلام- (1): إني مقرب (?) إلى ربك قربانًا لما رأيت (?) من قدرته، ولما صرف عنك مما أردناه بك وصنعنا بك من أشد أصناف العذاب وأهوال القتل فاذبح له أربعة آلاف بقرة، فقال إبراهيم: إذًا لا يقبل منك شيئًا ما كنت على دينك، قال نمرود: يا إبراهيم لا تطيب نفسي بفراق ملكي، ولو أن قومي تركوا ملكي في يدي لاتبعتك ولكن قومي يأبون وأنا أضنّ بملكي، ولك علي أن لا تؤذى ولا تهان، فلم يهجه يومئذ ولم يتعرض له.

وعن سفيان بن عيينة قال: لما وضع إبراهيم في المنجنيق جاءه جبريل -عليه السلام- فقال: ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا ليست لي حاجة إلا إلى الله تعالى (?)، فأوحى الله إلى النار: لئن نلت من إبراهيم أكثر من حلّ وثاقه لأعذبنك عذابًا لا أعذبه أحدًا من خلقي.

قال: (البرد) خلاف الحر ويذكر ويراد به العافية والراحة، كقولهم في الدعاء: "اللهم أذقنا برد عفوك" (?) قال: لو قال للنار كوني بردًا ولم يقل سلامًا لجمدت وأجمدت إبراهيمٍ -عليه السلام- (?)، ولو لم يقل {عَلَى إِبْرَاهِيمَ} لبطلت النار في الدنيا ولم تحرق شيئًا (?) بعد ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015