وعن جابر قال: سمعت الهرمزان يحدث في عهد عمر - رضي الله عنه - قال: لما أرادوا أن يحرقوا إبراهيم -عليه السلام- (?) جعلوا له حيزًا خمسين في خمسين وطوله ستين (?) ذراعًا وعرضه عشرة أذرع وله أساس في الأرض عشرون ذراعًا، ثم نادى منادٍ بعزيمة الملك على أهل مملكته أن يحملوا أجزل الحطب فيلقوه في الحيز (?)، فطرحوا فيه جزل الحطب خمس عشرة (?) ليلة فلم يبق أحد إلا ألقى الحطب، فلما ساوى الحطب رأس الحيز وجُعل له بابان من حديد باب يدخل فيه وباب يخرج منه لحمل الحطب، فلما بني كذلك والبابان مسدودان أذاب عليهما النحاس وأوقد النار في الحطب حتى غشي اللهب المدينة وأظلم عليهم الدخان فصار كالسحاب، وسمع للنار مثل وقع الحديد على الحديد وارتفع في السماء لهبًا (?).
فلما أرادوا يلقونه فيها صاحت السماء والأرض وما بينهما إلا الثقلين: ربنا ليس في أرضك هذه الواسعة سهلها وجبلها وبرها وبحرها أحد يعبدك غيره يُحرق بالنار، فأذن لنا في نصره، فقال تبارك وتعالى: إن دعَا أحدًا منكم فأغيثوه فإني قد أذنت لكم في ذلك، وإن لم يدع غيري فأنا وليّه خلوا بيني وبينه (?)، وأقبل إبراهيم -عليه السلام- (?) على الدعاء يقول: ربّ أنت واحد في السماء وأنا واحد في الأرض، قال: فأوحى الله -عَزَّ وَجَلَّ- إلى النار أن كوني بردًا وسلامًا، فكانت (?) كما قال الله تعالى.
فمكث في النار سبعة أيام وبعث الله إليه ملك الظل في صورة إبراهيم