النوع من الكذب رتبة الصدق، قال -عليه السلام- (?): "لا كذب في اثنتين: في إصلاح ذات البين، وفي حديث الرجل لامرأته وحديث المرأة لزوجها" (?).
{ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ} صرفوا بالخذلان على أدبارهم فانصرفوا عن تلاومهم إلى جدال إبراهيم -عليه السلام-، والمنكوس: المعكوس. {مَا هَؤُلَاءِ} الحجر كقوله: {مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ} [هود: 79] {وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ} [فصلت: 48].
{قَالُوا حَرِّقُوهُ} عن الواقدي عن شيوخه قالوا: أمر نمرود بإبراهيم إلى السجن أولًا فجلس سبع سنين، وجعل إبراهيم يدعو أهل السجن إلى الله وعبادته حتى فشا أمره وأحبّه قوم على دينه ولم يدخلوا معه، فجاء السجان إلى الملك فقال: إن الملك كان قد غضب على قوم في حبسه خالفوه فكانوا يطلبون رضاه ويأتي الملك، فدخل إبراهيم السجن (?) فدعاهم إلى عبادة إلهه، فقد رأيتهم قد ركنوا إلى قوله وأحبوه فأنا أخاف أن يتبعوا دينه ويتركوا دين الملك، ما يرى في السجن صنمًا إلا كسره حتى هانت عليهم موجدة الملك قالوا: ما نبالي (?) لو قتلنا على هذا الدين، فبلغ نمرود من ذلك ما شق عليه واغتاظ غيظًا شديدًا.
وعن عكرمة عن ابن عباس: قال (?) نمرود لإبراهيم -عليه السلام-: يا إبراهيم (?) آية قتلة أقتلك وقد صنعت بآلهتنا ما صنعت؟ قال: فقال رجل من الأعراب وهم أكراد الجبل (?): حرّقوه بالنار، قال نمرود: أصبت (?) ما في نفسي، ما رأيت كلمة أشفى لما أجد من كلمتك.