انتخب من وجوه العرب الذين أسلموا سبعة نفر؛ منهم حاطب بن أبي بلتعة، وشجاع بن وهب الأسدي، وسليك بن عامر العامريّ، والعلاء بن الحضرمي، وعمرو بن أمية الضمري، ودحية بن خليفة الكلبي، وحذافة السهمي (?) وقال لهم: "إني مرسلكم إلى ملوك الأرض فأنتم مني بمنزلة الحواريين من عيسى -عليه السلام- (?) " ثم أرسل حاطباً إلى المقوقس ملك القبط، وبعث شجاعاً إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الشام من (?) تحت يد قيصر، وأرسل سليكاً إلى هودة بن خليفة ملك تهامة، وأرسل العلاء إلى المنذر بن امرئ القيس ملك البحرين، وبعث عمرواً إلى النجاشي ملك الحبشة، وبعث دحية إلى قيصر ثم إلى ملك عُمان، وأرسل حذافة إلى كسرى أبرويز الجبار ملك الفرس.

وكانت نسخ كتبه -عليه السلام- (?) إلى هؤلاء متقاربة، وكان المنافقون يتعجبون منه ويقولون: كيف يكاتب الملوك قاطبة ويستشهر سيوفهم على نفسه ولم يثبت له قدم بعد.

فأما المقوقس ملك القبط فأحسن الإجابة وأهدى إليه هدايا فاخرة من الكسوة والجواري والغلمان والمراكب، ويقال: إنه أسعد بالإيمان والإِسلام، وأما ملوك الشام وتهامة والبحرين وعُمان فاستحوذ عليهم الشيطان وزين لهم العصيان، وأما النجاشي فشهد الشهادتين وخطب لرسول الله (?) أم حبيبة بنت أبي سفيان بوكالة من جهته -عليه السلام- (4)، وردّ إليه جعفر بن أبي طالب عزيزاً مكرماً مع سائر المهاجرين إليه في الهجرة الأولى فرجعوا شاكرين، وأرسل ابنه في عشرين نقيباً من خواصه فغرقت بهم السفينة في البحر، ثم إنه مات على الشهادة وصلَّى عليه رسول الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015