وهذا أقرب من الأول (?). وقيل: نزلت في اليهود؛ لأنهم نزلوا يثرب انتظار المبعث وكانوا يستنظرون باسم النبي - صلى الله عليه وسلم - في وقائعهم، [{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}] (?)، فإن صَحَّ هذا القول فإنها في المنافقين منهم دون الكل, لأنَّ دلالات النفاق ظاهرة فيما تقدم تقرير الآية، فلما أضاءت النار ما حول المستوقد طفئت. كقوله: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ} (?)، أي: فإذا أمنتم فاقضوا ما أحصرتم عنه.
وقوله: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} في المنافقين دون المستوقد. وإنما يذكر اقتباسَهُمُ النورَ أولًا ثم الذهاب بنورهم لأن المثل السابق دلَّ عليه فاكتفى بتلك الدلالة. وقيل: الضمير في قوله: {بِنُورِهِمْ} عائدٌ إلى المستوقد وأصحابه (?). والمعتقد في الجملة ما هو عند الله تعالى.
{صُمٌّ} من حيث لايستمعون إلى الحق. {بُكْمٌ} من حيث لا ينطقون بالحَق {عُمْيٌ} من حيث لا ينظرون إلى الحق ولا يلتفتون إليه (?) {فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} إلى الإخلاص [في الحال] (?) لأنَّ بعضهم أخلص بعد