يكن من بني إسرائيل، وزعم القتبي أن الأنبياء كلهم عربيهم وعجميهم من ولد سام بن نوح -عليه السلام- (?)، قالوا: وفي قوله: {وَمِمَّنْ هَدَيْنَا} يجوز أن تكون للعطف على ذرية آدم أو على ذرية المحمول مع نوح أو على ذرية إبراهيم وإسرائيل، ويجوز للاستئناف جملة، والتقدير: ممن هدينا واجتبينا قوم.

عن مجاهد قال: ما أري إبليس أحدًا ساجدًا إلا التطم ودعا بالويل، قال: أمر هذا بالسجود فسجد فله (?) الجنة وأمرت فلم أسجد فلي النار.

وعن أبي هريرة عنه -عليه السلام- (?) قال: "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، ويقول: أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار" (?).

{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} الخَلْف ضد الخَلَف، يقال: خَلْف سوء وخَلَف صدق، {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ} اشتغلوا بما يلهي عنها من لعب ولهو {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} غيّهم الذي أسلفوه وقدموه كقوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} [الزلزلة: 8] وقيل: الغي اسم وادٍ في جهنم، وقيل: مأخوذ من الغياية وهي الظلمة والسحابة.

وعن كعب وأصحابه، قال: صفة المنافقين شاربون للقهوات لعابون بالكعبات ركابون للشهوات تاركون للجماعات راقدون عن العتمات مفرّطون في الغدوات ثم تلا: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} الآية (?). {وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} هو القول المفعول، وقيل: أراد الآتي.

{إِلَّا سَلَامًا} قيل: استثناء منقطع، وقيل: متصل؛ لأن السلام في دار السّلام من جنس اللغو لأنه كلام غير محتاج إليه بخلاف الحمد والتسبيح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015