وأمرنا بالصلاة والصدقة (?) والصدق والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وصلة الرحم، فآمنَّا به واتبعناه على ما جاء به من عند الله، وعبدنا الله وحده لا شريك له وحرمنا ما حرم الله علينا وأحللنا ما أحل الله لنا، فغدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردُّونا إلى عبادة الأوثان وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وحالوا (?) بيننا وبين ديننا (?) خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك.

قال: فاقرأ عليَّ، فقرأ عليه: {كهيعص (1)} قالت: فبكى النجاشي والله حتى أخضل لحيته وبكى أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما يتلى عليهم، قال النجاشي: إن مخرج هذا الأمر لمن المشكاة التي خرج منها أمر موسى بن عمران، انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما ولا أكاد، فخرجوا من عنده، فقال عمرو بن العاص: والله لآتيه غدًا بما أستأصل به خضراءهم.

قالت: فقال ابن ربيعة- وكان أتقى الرجلين فينا-: لا تفعل فإن لهم أرحامًا وإن خالفونا، فقال: والله لأخبرنه أنهم يقولون: إن عيسى ابن مريم عبد، قالت: ثم غدا عليه الغد، فقال: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى قولًا عظيمًا، فأرسل إليهم فاسألهم ما يقولون فيه، قالت: فأرسل إلينا، قالت: ولم ينزل مثلها، قال: فاجتمع القوم، وقال بعضهم لبعض: ماذا نقول في عيسى إن سألنا؟ فقالوا: نقول فيه (?) الذي جاءنا به نبينا من عند (?) الله كائن ما هو كائن. فلما دخلوا عليه، قال لهم: ماذا تقولون في عيسى ابن مريم؟ قال جعفر: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا من عند الله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015