ملكنا المسلم يقال له بسفاد الملك فإنك قد وجدت كنزا وإن هذه الدراهم لدراهم ما نعرفها، فكان كل ملك يحدث بعد آخر يضرب دراهمه كلها على ضربه، فمن وجد معه غير ذلك (?) الدراهم علم أنه موجد كنزًا، فلما وجدوا معه تلك الدراهم قالوا إنه كنز (?)، فقال لهم يمليخا: إن هذه الدراهم ما خرجت بها من المدينة إلا أمس، فظن الخباز أنه يتجانّ عليه ليرسله فقال: إنك تتجان عليّ لأرسلك والله لا أرسلك (?) حتى تعطيني من هذه (?) الكنز أو أرافعك (?) إلى السلطان، فلما رآه لا يعطيه شيئًا رفعه إلى ملكهم فإذا هو رجل متعبد مجتهد قائم على مسح يجتهد لربّه حيث ردّ الله على أهل تلك المدينة دينهم كما كان وقد جعل قاضيين فقيهين يهيئان أمر الناس ويدبرانه.
فرفعه الملك إلى ذينك القاضيين فسألاه فقال يمليخا: أهلي أو بنو عمي أو بعض معارفي، وجعل يبكي فرقًا أن يرفع إلى ملكهم الجبار الذي فرّ منه، فلما أدخل على القاضيين [ولم ير الجبار الذي فر منها] (?) سكن فقال له القاضيان: دلّنا على هذا الكنز وإلا عذبناك، فقال: ما هذا بكنز إنما خرجت أنا وأصحاب لي عشية أمس هاربين من الملك دقيانوس، فقالا له: إنك رجل شاب وذلك الملك قد مضى منذ دهر طويل، قال: فقالوا: مجنون، فرفعوه إلى ملكهم فساءله فقال له: من أين لك هذه الدراهم؟ قال: خرجت بها معي عشية أمس أنا وأصحاب لي هاربين من دقيانوس وها هم أصحابي فانطلقوا إليهم، قال: وجاع أصحابه جوعًا شديدًا حين أبطأ عليهم فقال الملك: قد عرفت أنك إنما ترمي أنك مجنون لأرسلك وما أنا بالذي أرسلك حتى تخبر من أين هذه الدراهم، أخبرنا بقصتها. فقصَّ عليه أمره وأمر أصحابه فقال أناس من المسلمين قد أخبروا