الصورة بحالها أم يفسدها، فلما تمت الصورة مسح الصبي عليها بكفيه فطمسها، فتيقن اليهودي أنه هو الموعود المخرب لبيت المقدس، فاستخبر الصبي هل له (?) من يكفله (?)، فأخبره بأن له أمًّا وبيتًا، فانتهى اليهودي إلى بيته ونزل عندهم ضيفًا، ثم تشفع إلى الصبي بأمه أن يعطيه الذمة والأمان وبشَّره بأنه سيملك ويكون شأنه كذا وكذا، فتمكن ذلك الحديث في قلب بخت نصر [ودخل ذلك في دماغه ولم يزل ذلك همته إلى أن توفي سليمان ورجع أمر بني إسرائيل إلى رُجيعم بن سليمان وهلك كيكسرى بن سياوش بن كيقابوس ورجع أمر العجم إلى بخت] (?).

فلما ملك الأمر وانتظمت أحواله جمع المرادنة (?) والجنود وذكرهم ما كان من استيلاء سليمان -عليه السلام- وحذرهم من جهة رجيعم مثله وندبهم إلى قتاله وأجابوه، فسار في مائتي ألف فارس حتى أوغل في الشام، ولما سمع ذلك رجيعم وجعل من قلبه من بني إسرائيل في المسجد وخطب لهم خطبته هذه:

الحمد لله الذي تفرد بالعظمة وتوحد بالكبرياء وتردى بما اصطنع إلينا من أياديه وأسبغ علينا من نعمه وأنقذنا من الهلكة والكفر، أيها الناس عليكم بتقوى ربكم (?) الذي بيده نواصيكم وإليه متقلبكم، حافظوا على صالح سنتكم وجاهدوا في سبيل ربكم، هذا عدوكم قد أظلكم فخافوا عن دينكم وامنعوا بيضتكم وتوكلوا على ربكم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

فبطروا عما دعاهم إليه وخذلوه ورفضوه وتفرقوا عنه، فلما رأى رجيعم ذلك منهم هاجرهم ونجا بنفسه إلى فلسطين، وأقبل بخت نصر حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015