{مِنْ صَلْصَالٍ} لمن شبّه الفخار (?) {مَسْنُونٍ} (?) متغير، وقيل: مصبوب (?)، قيل: خلق الله تعالى قالبًا من سلالة الأرض على صورة الإنسان، وكان مطروحًا على الأرض أربعين سنة، وكان قد صار صلصالًا كالفخار، فمرّ عليه إبليس يومًا فدخل جوفه ثم خرج منه وتفرّس فيه أنّه يكون ضعيفًا يتمكن فيه عدوّه بالغرور لمكان التخويف وكثرة الاحتياج، ثم نفخ الله فيه الروح، فلمّا حصل في رأسه واستحال رأسه (?) دماغًا ولحمًا وعظمًا على صورته الأُولى عطس، فحمد الله تعالى بتلقين جبريل -عليه السلام-، فشمَّته الله تعالى بقوله: رحمك ربّك، فلما حصل الروح في صدره ومعدته وانحدر إلى سوأته واستحال كل ذلك لحمًا وعصبًا وعظمًا غلبه الجوع، فقصد النهوض وإن بعضه لطين بعد؛ ففي ذلك يقول: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11]، وقوله: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37]، فقال: خُلِقت من الشر وخُلِقت من الرحمة، وقيل: العجل الطين، قاله الكلبي وغيره (?).
و (الجان) أبو الجنّ (?) بمنزلة آدم منّا، ولم يذكروا مَنْ أُمّ الجنّ، وعن جعفر بن محمَّد الصادق أنّ الله تعالى بعد خلق الكلمة قدّد قددًا من أنواع الخلق، وذلك قوله: {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} [الجن: 11]، فلما خلق الأرض أهبط تلك القدد إلى (?) الأرض فقدّة النار يسمون الجان، وقدّة الظلمة