والحمار في فخذيه جناحان، يحفز بهما رجليه، يضع يده في منتهى طرفه، فحملني عليه، ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته ... إلى آخر الرواية (?) ... » .

وأما الآيات الكريمة التي وردت بشأن حادثتي الإسراء والمعراج فنجدها في سورتي (الإسراء) و (النجم) أولاهما سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

(?) والآخرى وَلَقَدْ رَآهُ (?) نَزْلَةً أُخْرى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى. عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى. ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى. لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (?) «فتعليل الإسراء- كما نصت الآية- أن الله يريد أن يري عبده بعض آياته. ثم أوضحت آيات المعراج أن الرسول صلى الله عليه وسلم شهد بالفعل بعض هذه الآيات الكبرى.

وقد اختلف العلماء، من قديم، أكان السري الخارق بالروح وحده أم بالروح والجسد جميعا؟ والجمهور على القول الأخير» (?) .

في صبيحة اليوم التالي غدا الرسول صلى الله عليه وسلم على قريش، فأخبرهم الخبر، فقال أكثر الناس «هذا والله الأمر البيّن! والله إن العير لتطرد شهرا من مكة إلى الشام مدبرة، وشهرا مقبلة، أفيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة ويرجع إلى مكة؟» .

وذهب الناس إلى أبي بكر، رفيق الرسول صلى الله عليه وسلم وأول رجل آمن بدعوته، فقالوا له:

هل لك يا أبا بكر، في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلّى فيه ورجع إلى مكة؟ فقال لهم أبو بكر: إنكم تكذبون عليه. فقالوا: بلى ها هو ذاك في المسجد يحدّث به الناس. فقال أبو بكر: والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يعجبكم من ذلك؟ فو الله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار، فأصدقه! فهذا أبعد مما تعجبون منه.

وأقبل أبو بكر على الرسول صلى الله عليه وسلم وسأله: يا نبي الله، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟ قال: نعم. قال أبو بكر: يا نبي الله فصفه لي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015