كبيرا من السوء، ووجد الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه مضطرا إلى أن يحتمي بجوار أحد من زعماء قريش، ريثما يواصل طريق الدعوة.. فبعث إلى مكة رجلا يلتمس له الجوار، وعرض الرجل الأمر على الأخنس بن شريق وسهيل بن عمرو فرفضا متعللين ببعض الأسباب، ووافق المطعم بن عدي على الجوار، ولبس وبنوه وأقرباؤه السلاح استعدادا لكل طارىء. ومن ثم دخل الرسول مكة وراح يواصل المهمة الملقاة على عاتقه. وجابهه- يوما- جماعة من القرشيين بزعامة أبي جهل، بسخرياتهم المألوفة، فصرخ الرسول في وجوههم « ... أما أنت يا أبا جهل فو الله لا يأتي عليك غير كبير من الدهر حتى تضحك قليلا وتبكي كثيرا. وأما أنتم يا معشر الملأ من قريش، فو الله لا يأتي عليكم غير كبير من الدهر حتى تدخلوا فيما تنكرون، وأنتم كارهون» (?) .

لم ييأس الرسول صلى الله عليه وسلم وقرر أن يستمر في عرض دعوته على قبائل العرب القادمة إلى مكة في مواسم الحج والعمرة والتجارة، ويخبرهم أنه نبي مرسل ويسألهم أن يصدّقوه ويمنعوه حتى يبين الله ما بعثه به. وكان يتبعه عمه أبو لهب إلى منزل كل قبيلة يذهب إليها فيناديهم «إن هذا إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم.. إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه» (?) .

عرض الرسول دعوته وحمايته على كندة وبني كلب فأبوا عليه ...

وعرضها على بني عامر بن صعصعة، فسأله أحد رجالها (بحيرة بن فراس) :

أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ فأجاب الرسول: الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء، فقال الرجل:

أفنهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك!!

كما عرض الرسول دعوته وحمايته على بني حنيفة، فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه ردا منهم ... وعرضها على بني محارب وفزارة وغسان ومرة وسليم وعبس وبني نضر وبني البكاء والحارث بن كعب وعذرة والحضارمة، دون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015