النهاية يمارسون حقوقهم وحريتهم في مدينة الرسول بدليل أنه توفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند واحد من هؤلاء!!
[7]
راح الرسول صلى الله عليه وسلم ينتظر الفرصة المؤاتية لضرب التجمع اليهودي السياسي الأخير في خيبر والمواقع المجاورة بسبب ما كانت تمارسه ضد الإسلام. فمنها انطلق زعماء اليهود لدعوة القبائل العربية وتحزيبها ضد المسلمين، ومنها خرج حيي بن أخطب ودفع بني قريظة إلى الانتفاض في اللحظات العصيبة. وقد غدت خيبر بمرور الأيام ملجأ يأوي إليه اليهود المبعدون عن المدينة، ينتظرون الفرصة للانتقام من الإسلام، واسترداد مواقعهم ومصالحهم التي جردهم الرسول صلى الله عليه وسلم منها، وقد اتضح هذا في الأيام القلائل التي أعقبت هزيمة بني قريظة، إذ بلغت خيبر أنباء هزيمة قريظة فاتصل بعض اليهود بزعيمهم سلام بن مشكم وسألوه الرأي فأجابهم: نسير إلى محمد بما معنا من يهود خيبر فلهم عدد، ونستجلب يهود تيماء وفدك ووادي القرى، ولا نستعين بأحد من العرب، فقد رأيتم في غزوة الخندق ما صنعت بكم العرب.. ثم نسير إليه في عقر داره. فقالت اليهود:
هذا الرأي (?) . ولكن بعض الزعماء عارضه في الإقدام على مجازفة كهذه غير مأمونة النتيجة. وفضلا عن هذا كله فإن يهود خيبر كانوا السبب في خروج سرية يقودها علي بن أبي طالب رضي الله عنه أواخر العام السادس الهجري، كانت وجهتها فدك حيث يقطن حي من بني سعد بن بكر كانوا قد سعوا إلى مدّ أيديهم لأولئك اليهود لقاء أن يمنحوهم جزآ من ثمار خيبر (?) .
وها هم الآن يتحالفون مع غطفان في محاولة جديدة ضد المدينة. وقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم بما يدور في خلدهم فأخذ يتهيأ لقتالهم ويمهد لذلك بإرسال مجموعات من فدائيي الأنصار لاغتيال بعض قادة اليهود هناك كسلّام بن أبي الحقيق وأسير بن رزام الذي كان يجتمع ببني غطفان ليعقد معهم العقود والاتفاقات ليكونوا مع اليهود في حالة دخول أهل خيبر في حرب مع المسلمين (?) . ويحدثنا عبد الله بن عتيك أمير السرية الأنصارية ذي الرجال الخمسة