الله ويشكر له ما أعطاه، ثم أعاده إلى أمه ريثما يلقى مرضعة له، ووقع اختياره على امرأة من بني سعد بن بكر يقال لها حليمة بنت أبي ذؤيب (?) استصحبته معها إلى مضارب بني سعد حيث ظل محمد صلى الله عليه وسلم يشب وينمو، يشرب من لبن مرضعته ويتنفس من هواء الصحراء الطلق ويزداد قوة وصحة وعافية، ولم يبلغ السنتين من عمره، حيث فطمته حليمة، حتى حملته وزوجها إلى أمه في مكة، وهما أحرص ما يكونان على مكثه فيهم لما كانوا يرون من بركته، فكلمات حليمة أمه وقالت لها «لو تركت ابنك عندي حتى يغلظ، فإني أخاف عليه وباء مكة» ، ولم تزل بها حتى أجابتها إلى طلبها (?) .

وهناك، بعد أشهر من عودته إلى مضارب بني سعد، وقعت حادثة شق الصدر وعاد أخوه من الرضاعة يوما، وهو يلهث، فقال لأمه وأبيه، وهما يرعيان أغناما لهما خلف دورهم: ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيضاء فاضجعاه وشقّا بطنه، فهما يسوطانه (?) ، فخرجت حليمة وزوجها نحوه فوجداه قائما منتقع الوجه فسألاه: ما لك يا بني؟ قال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فاضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو.. وسرعان ما عادت به حليمة وزوجها إلى خبائهما (?) . وظن الأب أن الغلام قد أصيب وطلب من زوجته أن تعيده إلى أهله قبل أن يستفحل به ذلك ويظهر، فحملته مرضعته وقدمت به إلى أمه فأعلمتها أنه قد بلغ، وأنها قد قضت الذي عليها، فأخذته أمه حيث ظلت ترعاه في حماية وإشراف من جده عبد المطلب. وعندما بلغ السادسة من عمره توفيت أمه بالأبواء، وهي في طريق عودتها إلى مكة في أعقاب زيارة لأهلها من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015