وابن الله، على أني كنت بريئا في العالم، أراد الله أن يهزأ الناس في هذا العالم بموت يهوذا معتقدين أنني أنا الذي مت على الصليب لكيلا تهزأ الشياطين بي في يوم الدينونة، وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله» «1» .
ويرد كذلك في نفس الإنجيل، غير المعتمد لدى النصارى، «ما أسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم (28) صدقوني إني رأيته وقدمت له الاحترام كما رآه كل نبي (29) لأن الله يعطيهم روحه نبوة (30) ولما رأيته امتلأت عزاء قائلا:
يا محمد ليكن الله معك (31) » «2» . وعن نسب الرسول صلى الله عليه وسلم يحدثنا الإنجيل المذكور « (25) ومتى جاء رسول الله فمن نسل من يكون؟ (26) أجاب التلاميذ:
من داود (27) فأجاب يسوع: لا تغشوا أنفسكم (28) لأن داود يدعوه في الأزل:
الروح قائلا: قال الله ربي اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك ... (30) صدقوني لأني أقول لكم الحق، إن العهد صنع بإسماعيل لا بإسحاق» «3» . ونقرأ في إنجيل متى «لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل» «4» .
هذا وقد عقد السيد رشيد رضا في الجزء التاسع من (تفسير المنار) فصلا طويلا عن بشارات الكتب المقدسة بمحمد صلى الله عليه وسلم، أورد فيه ثماني عشرة بشارة مستمدة من أسفار العهد القديم والأناجيل، وناقش الشبهات التي يوردها المبشرون، وأورد من الحجج ما فيه المقنع بصواب استنتاجاته وقوة حججه.
وليس هناك أي دليل على أن الأسفار المتداولة اليوم من العهدين القديم والجديد هي كل ما كان متداولا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقبله، وليس يمنع أن يكون فيما لم يصل إلينا بشارات وأوصاف أكثر صراحة مما هو وارد في الأسفار المتداولة اليوم. [وآية الأعراف/ 157] الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ ... قد نزلت في الذين تبعوا النبي من أهل