أهله وعمه- قال: «أخذت مصحفا لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة فأنكرت كتابتها حين مرت بي، ومسستها بيدي، فنظرت فإذا فصول الورقة ملصق بغراء ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا قصير ولا طويل أبيض ذو ضفيرتين، بين كتفيه خاتم، يكثر الاحتباء ولا يقبل الصدقة، ويركب الحمار والبعير، ويحتلب الشاة ويلبس قميصا مرقوعا، ومن فعل ذلك فقد برىء من الكبر، وهو يفعل ذلك، وهو من ذرية إسماعيل اسمه أحمد. فلما انتهيت إلى هذا جاء عمي فلما رأى الورقة ضربني وقال: ما لك وفتح هذه الورقة وقراءتها؟ فقلت: فيها نعت النبي أحمد. فقال: إنه لم يأت بعد» (?) . وقال أمية بن أبي الصلت لأبي سفيان- يوما-: إني لأجد في الكتب صفة نبي يبعث في بلادنا، فكنت أظنه أني هو، وكنت أتحدث بذلك، ثم ظهر لي أنه من بني عبد مناف. ووصف الراهب (بكا) من بلاد الشام الرسول المنتظر لأبان بن سعيد حتى قال أبان: «فوصفه فما أخطأ في وصفه شيئا، ثم قال لي: هو والله نبي هذه الأمة، والله ليظهرن» .
وتحدث راهب من عمورية إلى سلمان الفارسي وهو يجوب الأرض بحثا عن الحقيقة: «قد أظلّ زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرض بين حرتين.. بين كتفيه خاتم النبوة» (?) .
وماذا- بعد- في الإنجيل عن محمد، النبي الأخير؟: «من أبغضني- يقول عيسى عليه السلام- فقد أبغض الرب. ولولا أني صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحد قبلي ما كانت لهم خطيئة. ولكن من الآية بطروا وظنوا أنهم يعزونني (يغلبونني) وأيضا للرب، ولكن لا بد من أن تتم الكلمة التي في الناموس. إنهم أبغضوني مجانا (باطلا) فلو قد جاء المنحمنا هذا الذي يرسله الله إليكم من عند الرب. روح القدس. هذا الذي من عند الرب خرج، فهو شهيد علي وأنتم أيضا، لأنكم قديما كنتم معي. في هذا قلت لكم لكيما تشكوا» (?) . والمنحمنا بالسريانية تعني محمدا (?) .
كما ورد في الإنجيل ما يدل على انتقال النبوة من ولد إسحاق إلى ولد إسماعيل في قوله: «الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية، من قبل