لهم، وما كان لهم من دين في الناس ردّ إليهم ولا ظلم عليهم ولا عدوان..» .
كما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني زهير بن أقيش وأبي ظبيان الأزدي وحبيب ابن عمر الأجيئي وسمعان بن عمرو الكلابي وبكر بن وائل والسعير بن عداء وبني عبد القيس، ونفاثة بن فروة الدئلي ملك السماوة، وبني عذرة ومطرف بن الكاهن الباهلي ونهشل بن مالك الوائلي وسعيد بن سفيان الرعلي ومسلمة بن مالك السلمي، وبني جناب، ومهري بن الأبيض أمير مهرة، وبني خثعم، وقبائل ثمالة والحدان في صحار، ووائل بن حجر قيل حضرموت (?) .
وفي ذي القعدة من السنة التالية (7 هـ) حان موعد دخول المسلمين مكة فيما أسمته الروايات (عمرة القضاء) تنفيذا لشروط الحديبية. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر كل الذين شهدوا الحديبية بأن يتجهوا للعمرة، وأمر بحمل السلاح حذرا وحيطة.
فلما علمت قريش ذلك أصابها الخوف، وأرسلت إليه رجلا لقيه بمرّ الظهران وأعرب له عن مخاوف قريش فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم «ما عرفت صغيرا ولا كبيرا إلا بالوفاء، وما أريد إدخال السلاح عليهم، ولكن يكون قريبا إليّ» . فعاد المبعوث لكي يطمئن قريشا أن المسلمين لا ينوون دخول مكة مسلّحين، وأنهم سيبقون السلاح بعيدا عنها (?) .
وما إن اقترب المسلمون من مكة حتى انسحبت قريش صوب المرتفعات المحيطة خوفا من حدوث احتكاك بين الطرفين، إلا أنها عبرت عن غيظها بإشاعة بثتها بين الناس مفادها أن محمدا وأصحابه يعانون شدة وعسرة وجهدا، فاصطف بعضهم عند دار الندوة لينظروا إلى الرسول وإلى أصحابه، فلم يشأ الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن يجابه الشائعات بالأفعال، فشد رداءه وأخرج عضده اليمنى وقال: أرملوا بالبيت ليرى المشركون قوتكم، ثم استلم الركن وأخذ يهرول وأصحابه معه، حتى إذا واراهم البيت عن أعين القرشيين عادوا صوب الكعبة، فاعلين ذلك ثلاثا، ثم