رعاياه، أما الذين بقوا على مجوسيتهم فصالحهم الرسول صلى الله عليه وسلم على الجزية، على ألا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم. وبقي العلاء هناك أميرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحرين (?) .

وبعث عمرو بن العاص إلى جيفر وعباد ابني الجلندي الأزديين بعمان، فصدقا النبي وأقرا ما جاء به، فعرض الزكاة على أموال مسلميهم والجزية على من بقي على مجوسيته من أتباعهم (?) . وبعث سليط بن عمرو إلى ثمامة بن أثال وهوذة بن علي الحنفيين ملكي اليمامة، ويبدو أن ذهاب وفد بني حنيفة في السنة التالية المسماة بعام الوفود كان استجابة من زعماء هذه القبيلة الكبيرة لنداء الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتد مسيلمة هناك (?) .

وخرج عمرو بن كعب الغفاري يصحبه خمسة عشر رجلا إلى ذات أطلاح على حدود الشام، فوجدوا جمعا كثيرا، فدعوهم إلى الإسلام فأبوا أن يجيبوا، وانقضوا على أصحاب عمرو فأبادوهم جميعا، وتحامل عمرو حتى بلغ المدينة (?) فيما يذكر بمأساتي الرجيع وبئر معونة، ويبين لنا كم كانت الدعوة إلى الإسلام تعطي من تضحيات قبل أن تتمكن من تثبيت أقدامها في قلب الصحراء.

وإلى زعماء اليمن ومشايخها وبقايا ملوك حمير بعث الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ ابن جبل ومالك بن مرارة يحملان إليهم وإلى أهل اليمن دعوة الإسلام، فأسلم الكثيرون منهم (?) . كما كتب صلى الله عليه وسلم إلى أمراء كندة وحضرموت رسائل مطولة يشرح لهم فيها تعاليم الإسلام وشرائعه. ويسرد ابن سعد أسماء عدد كبير من الزعماء العرب في الجنوب والشمال ممن تلقوا نداء الإسلام من الرسول صلى الله عليه وسلم فاستجاب له كثير منهم، وبقي الآخرون على شركهم. ومن بين هؤلاء الذين راسلهم الرسول على سبيل المثال: خالد بن ضماد الأزدي، ونعيم بن أوس أخي تميم الداري، والحصين بن أوس الأسلمي، وبنو قرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015