المسلمين للقتال ومبايعتهم الرسول على الصمود، وكلفت رجلها أن يسعى جاهدا لمصالحة محمد صلى الله عليه وسلم شرط أن يرجع عنهم هذا العام «فو الله لا تحدث العرب عنا أن محمدا دخلها علينا عنوة أبدا» (?) .
التقى سهيل بالرسول صلى الله عليه وسلم وأدرك الرسول، عندما لمحه قادما من بعد، أن قريشا تسعى للصلح. وجرى بين الطرفين كلام طويل انتهى بالموافقة على الصلح ولم يبق إلّا صياغة الوثيقة ... هناك وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر وقال: يا أبا بكر أليس برسول الله؟ قال: بلى ... قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى.
قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى ... قال: فعلام نعطي الدنيّة في ديننا؟
أجاب أبو بكر: يا عمر الزم أمره فإني أشهد أنه رسول الله. قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله ... ورأى عمر، الذي فطر على الصراحة والوضوح، أن يلتقي بالرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ويطرح عليه نفس الأسئلة ... فكان جواب الرسول صلى الله عليه وسلم: أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني ...
ثم ما لبث أن دعا عليا ليملي عليه صيغة الصلح وقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، قال سهيل: لا أعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم. فكتبها، ثم قال لعلي: اكتب (هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيلا بن عمرو) فقال سهيل: لو شهدت إنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك.
فأجابه الرسول إلى ما أراد (?) .
كان الصلح يقضي بعقد هدنة أمدها عشر سنوات (?) ، وأن يرجع المسلمون هذا العام ولهم أن يدخلوا مكة في العام المقبل والسيوف في أغمادها، وإن لكل قبيلة الحق بالدخول في عهد مع أي من الطرفين تشاء ... وأنه لا إسلال ولا إغلال.. وإن من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه فعليه أن يرده، ومن جاء قريشا ممن مع محمد صلى الله عليه وسلم لا تجد نفسها ملزمة برده ... وسرعان ما أعلنت خزاعة دخولها في عقد محمد وعهده ... بينما دخلت بنو بكر عقد قريش وعهدها ...
وقبل أن يتم إملاء الشروط وصل معسكر المسلمين أبو جندل، ابن المفاوض القرشي سهيل بن عمرو، وهو يرسف بالحديد فانقض عليه أبوه يضرب وجهه