المسلمين: أمت أمت (?) ، وقاتل كعب ابن مالك قتالا شديدا حتى جرح سبعة عشر جرحا (?) ، ونثر أبو طلحة كنانته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان راميا، وجعل يصيح: يا رسول الله نفسي دون نفسك، فلم يزل يرمي بها سهما سهما حتى فنيت نبله وهو يقول لنبيه: نحري دون نحرك جعلني الله فداك (?) . وانقض سعد بن أبي وقاص باحثا عن أخيه الذي كسر رباعية الرسول صلى الله عليه وسلم ليقتله ولكنه أفلت منه (?) .

وقاتل طلحة بن عبيد الله عن النبي قتالا شديدا، وأصابه سهم شلّ إصبعه حتى أن سعد ابن أبي وقاص قال عنه: يرحمه الله إنه كان أعظمنا غناء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، لزم النبي وكنا نتفرق عنه ونؤوب إليه، لقد رأيته يدور حول النبي صلى الله عليه وسلم يترس بنفسه!! وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: من أحب أن ينظر إلى رجل يمشي في الدنيا وهو من أهل الجنة فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله (?) ، وقد تلقى وهو يقاتل المشركين، ضربة قاسية على رأسه، من أحد المشركين، فنزف منه الدم، وأغمي عليه، فقال الرسول لأبي بكر: عليك بابن عمك فجاءه وراح ينضح الماء على وجهه، ولما أفاق سأل: ما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أجابه أبو بكر: خيرا، هو أرسلني.

فرد طلحة: الحمد لله، كل مصيبة بعده جلل (?) .

وأقبل وهب بن قابوس المزني، وابن أخيه الحارث بن عقبة، ومعهما غنم لهما فدخلا المدينة، فلقياها قد خلت من الناس! فقالا: أين الناس؟ فقيل بأحد، وخبرا الخبر، فخرجا مقاتلين حتى قتلا (?) . ومرّ أحد المقاتلين على خارجة بن زيد وبه ثلاثة عشر جرحا كلها قد خلص إلى مقتل فقال: أما علمت أن محمدا قد قتل؟ قال خارجة: إن قتل محمد فإن الله حي لا يموت، فقاتل عن دينك، فقد بلّغ محمد رسالة ربه (?) . وقاتلت نسيبة بنت كعب مع زوجها، وولديها، وأبلت بلاء حسنا فجرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمح وضربة بسيف، ودافعت عن الرسول صلى الله عليه وسلم إزاء محاولات قتله من قبل المشركين دفاعا مستميتا، ولما جرح أحد ابنيها، وراح الدم ينزف منه بغزارة، من عضده اليسرى، سعت أمه إليه وربطت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015