وتضطرهم إلى الانسحاب (?) .
وقاتل مصعب بن عمير دون الرسول صلى الله عليه وسلم حتى قتل على يد ابن قميئة الليثي الذي ظنه الرسول صلى الله عليه وسلم فتسلم اللواء علي رضي الله عنه بأمر من الرسول، وراح المسلمون يجالدون أعداءهم حتى أنزل الله نصره عليهم وصدقهم وعده، فراحوا يستأصلونهم بالسيوف حتى كشفوهم عن مواقعهم، وكانت الهزيمة لا شك فيها (?) .
إلا أن لحظة من لحظات الضعف البشري ساقت الرماة الذين كانوا على جبل أحد إلى نسيان أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ومغادرة مواقعهم لمشاركة إخوانهم في مطاردة المشركين وجمع الغنائم، فنادى عبد الله بن جبير: أما علمتم ما عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إليكم؟ فلم يلتفتوا إليه، وقالت طائفة أخرى من الرماة: بل نطيع الرسول صلى الله عليه وسلم فنثبت في مكاننا. وبقي ابن جبير في عشرة من أصحابه أمرهم بالانتشار بالجبل لئلا يتيحوا ثغرة للعدو، واستقبلوا الشمس فانقض خالد عليهم يتبعه عكرمة، وقام بحركة التفاف من وراء الجبل (?) ، فجرح وقتل الرماة الذين ثبتوا في أماكنهم، وراح عبد الله بن جبير يقاتلهم بما تبقى معه من نبال حتى فنيت، ثم طاعن بالرمح حتى انكسر فكسر جفن سيفه وراح يقاتلهم حتى قتل (?) ، وخرجت أمعاؤه من ضربات الرماح (?) ، ثم انقض خالد بخيالته على ظهور المسلمين يعمل فيهم قتلا وجرحا، وصرخ صارخ أن محمدا قد قتل، فتشتت المسلمون تحت وقع المباغتة المميتة، وما أن رأى المشركون المنهزمون ما فعل خالد، حتى عادوا ثانية إلى ساحة القتال، وأوقعوا المسلمين في شقي الرحى، وراحوا يحصدونهم حصدا (?) .
ولم يفقد الرسول صلى الله عليه وسلم رباطة جأشه، وقدرته على القيادة والتخطيط للخروج من المحنة القاسية التي كادت تأتي على أصحابه، ودعوته، وتعرض مصير ست