روى ابن سعد أن عددا من أبناء القبائل قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعقاب فتح خيبر فكلّم الرسول أصحابه فيهم أن يشركوهم في الغنيمة ففعلوا (?) .

وروى الواقدي أن المسلمين لما فتحوا حصون خيبر وجدوا هنالك متاعا وسلاحا وأثاثا كثيرا «فأما الطعام والأدم والعلف فلم يخمس يأخذ منه الناس حاجتهم» (?) .

كما يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم نادى، خلال حصار الطائف، أن أي عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر. فخرج إليه بضعة عشر رجلا فأعتقهم وسلم كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ويحمله (?) . ويروى أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم استقرض في أعقاب فتح مكة مبلغ ثلاثين ألف درهم من عدد من أغنياء قريش وقسمها بين أصحابه من أهل الضعف، فيصيب الرجل خمسين درهما أو أقل أو أكثر (?) . ويروي البلاذري أن يهود فدك صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نصف الأرض فكان يصرف ما يأتيه منها إلى أبناء السبيل (?) . وفي رواية أخرى له عن أبيض بن جمال أنه استقطع رسول الله الملح الذي بمأرب فقال رجل: إنه كالماء العد فأبى أن يقطعه إياه (?) . وفي أنساب الأشراف أن رجلا من بلقين قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى فقلت: يا رسول الله لمن المغنم؟ قال: لله سهم ولهؤلاء أربعة أسهم. قلت: فهل أحد أحق بالمغنم من أحد؟ قال: لا، حتى السهم يأخذه أحدكم من جنبه فليس بأحق به من أحد» (?) . وعن أبي بكر قال: «سمعت رسول الله يقول: إنما هي- أي فدك- طعمة أطعمنيها الله حياتي فإذا مت فهي بين المسلمين» (?) . وكان عمر بن الخطاب يقول: كان للرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث صفايا فكانت بنو النضير حبسا لنوائبه وكانت فدك لابن السبيل وكانت خيبر قد جزّأها ثلاثة أجزاء، فجزآن للمهاجرين وجزء كان ينفق منه على أهله فإن فضل رد على فقراء المهاجرين (?) ، وليست مسألة توزيع أموال بني النضير الكثيرة على فقراء المهاجرين وحجبها عن الأنصار، كي لا تكون الأموال دولة بين الأغنياء فحسب، عنا ببعيدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015