نحن الآن في أول رمضان، وهو خير ميدان، لتسابق أهل الإيمان، فلنعرف كيف نكسب الرهان، في هذا الميدان، ولنعرف كيف نجني ثمرة الصيام، في هذا العام، ونتطهر من أوضار الذنوب والآثام، وإلا كان صيامنا في كل عام، تعبا بلا فائدة، وشجرة بلا ثمرة.
لنحرص على أن يكون صيامنا عبادة لا عادة، لنستغل هذه الأيام المباركة والليالي النيرة، إن رمضان شهر نزول القرآن وشهر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وشهر يوم بدر العظيم القدر، وشهر الصيام والقيام، وشهر ضيافة الله ومدارسة كتاب الله، وشهر تغلب الروح على المادة، وانتصار العقل على الشهوة، فلنعرف لهذا الشهر ما خصه الله به من شرف وقدر، ولا ندنس شرفه بأفعالنا المنكرة، وألوالنا الآثمه، ونياتنا السيئة.
لنكن رشداء، فلا تذهب أتعابنا سدى، ونحن استقامتنا في هذا الشهر كفارة لما قبله وتدريبا على ما بعده.
إن رمضان شهر التوبة والإنابة، فلنغتنم هذه الفرصة قبل أن تفوت، ولنتب قبل أن نموت، فالتوبة إسراع ومبادرة لا إبطاء ومماطلة، قال الله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.