الإسلام- عليه الصلاة والسلام- نجح في دعوته بحسن خلقه، ورحابة صدره أكثر مما نجح بشيء آخر، كما قال- تعالى-: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، فمن كان سيء الخلق، ضيق الصدر، فهو أبعد ما يكون عن الإسلام، وأجهل ما يكون بروح الإسلام، وتعاليم الإسلام، وإذا قال- عليه الصلاة والسلام-: "بشروا ولا تنفروا"، فإنه لا يبشر بالإسلام كحسن الخلق، وسعة الصدر، كما لا ينفر من الإسلام مثل سوء الخلق، وضيق الصدر. وإذا كان الناس بحاجة أكيدة إلى هذا الخلق، فإن حاجة رجل العلم إليه أوكد، لأن للعلماء وظيفة الأنبياء، وهي الدعوة إلى الله، ومن هنا قيل: (ما قرن شيء إلى شيء، أفضل من حلم قرن إلى علم).