تحتها، فأقبل أعرابي يدعي الغوث من الحارث، فأخذ السيف وأستله وهم بقتله فانتبه النبي صلى الله عليه وسلم، والرجل على رأسه والسيف في يده، وهو يقول: من يمنعك مني يا محمد؟ قال: الله! فسقط السيف من يد الأعرابي، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ومن يمنعك مني؟ فقال الرجل: كن. خير آخذ، فتركه وعفا عنه، ولما جاء الصحابة وعلموا الخبر، أرادوا قتله فمنعم صلى الله عليه وسلم، فأسلم الرجل ورجع إلى قومه وحدثهم بما جرى فأسلموا جميعا.
وباعه يهودي شيئا إلى أجل، فجاءه قبل الأجل يتقاضاه ثمنه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لم يحل الأجل، فقال اليهودى: إنكم لمطل يا بني عبد المطلب، فقام إليه الصحابة، وأرادوا قتله، فمنعهم صلى الله عليه وسلم، فقال الهودي: كل شيء منك قد عرفته من علامات النبوة، وبقيت واحدة، وهي أنك لا تزيدك شدة الجهل عليك إلا حلما فأردت أن أعرفها، فأسلم.
"وهذا سر قوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}. وتقاضاه غريم له دينا، فأغلظ عليه، فهم به عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (مه يا عمر، كنت أحوج إلى أن تأمرني بالوفاء، وكان أحوج إلى أن تأمره بالصبر).
وجاءه مال من البحرين، لم يجئه مال أكثر منه فطرحه على حصير، ثم قسمه، فما رد سائلا حتى فرغ منه، ثم جاءه رجل فسأله، فقال: ما عندي شيء، ولكن ابتع علي، فإذا جاءنا شيء قضيناه، فقال عمر: يارسول الله، أكلفك الله مالا تقدر عليه؟ فكره النبي ذلك، فقال الرجل: (أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا).
فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وعرف السرور في وجهه.
وسأله رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه وقال: أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقه.
وقال رافع:- مولى رسول الله عليه وسلم-: نزل به ضيف فقال: قل لفلان اليهودي: نزل بي ضيف فأسلفني شيئا من الدقيق إلى رجب، فقال اليهودي: والله