"بأبي من لم ينم على السرير ولم يشبع من خبز الشعير" (عائشة رضي الله عنه ترثي النبي صلى الله عليه وسلم
لله ما أعلم عائشة رضي الله عنه بمقاييس العظمة.
الصحيحة، في هذه الكلمة الفصيحة!
ولا عجب، فهي قد فتحت عينيها- كامل المدة التي صاحبت فيها الرسول صلى الله عليه وسلم - على أكبر عظمة في تاريخ الإنسان قديمه وحديثه، وأتيح لها أن تعيش في جو هذه العظمه، وتعب من فيضها وترشف من عبيرها وتقبس من نورها كل عمرها حتى تلفظ آخر أنفاسها (بين سحرها ونحرها).
فسيرة محمد العظيم صلى الله عليه وسلم التي كانت بجميع مشاهدها وفصولها نصب عين هذه الزوجة المثالية- هي التعبير الصحيح عن العظمة الإنسانية، والغاية البعيدة لما يمكن أن يصل إليه الإنسان من عظمة، والتصحيح الأخير لمعنى العظمة، فلا عجب أن تكون عائشة رضي الله عنه من أعلم الناس بمقاييس العظمة.
لو كانت عظمة العظيم بما يملك من مال، أو بما يصل إليه- بخير الوسائل وشرها- من متاع الحياة الدنيا وطيباتها، لكان رصيد محمد من العظمة ضئيلا، ونصيبه منها قليلا، ولكن العظمة- كما ترى هذه الزوجة العظيمة- أبعد ما تكون عن ذلك، فهي قد رأت زوجها العظيم لم ينم على السرير، ولم يشبع من خبز الشعير، (أي السرير الذي ينام عليه كسرى وقيصر وأضرابهما، وإلا فقد كان للني صلى الله عليه وسلم سرير