الناس ليسوا سواء، فمنهم من يفعل الخير ويعين عليه ويدعو إليه، وهذا النوع خير أنواع الناس وأشرفها، ومن الناس من يفعل الشر ويعين عليه ويدعو إليه، وهذا النوع شر أنواع الناس وأحطها.
وبين ذلك أنواع الأوساط في الخير والشر، فهذا يفعل الخير، ولكن لا يعين عليه ولا يدعو إليه، وهذا يعين على الخير، ولكن لا يفعله ولا يدعو إليه، وهذا يدعو إلى الخير، ولكن لا يفعله ولا يعين عليه، وهكذا الحال في الشر، فهذا يفعل الشر وكفى، دون أن يعين عليه أو يدعو إليه، وهذا يعين عليه، ولا يفعله ولا يدعو إليه وهذا يدعو إليه فقط دون أن يفعله أو يعين عليه،:
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه … ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
إذن فخير مراتب الخير أن تفعل الخير وتعين عليه وتدعو إليه، وكل ذلك دعا الإسلام إليه:
دعا الإسلام إلى فعل الخير إذ قال الله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ودعا إلى التعاون على الخير إذ قال: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} ودعا إلى الدعوة إلى الخير إذ قال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} الآية، وإذ قال: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} وإذا قال عليه الصلاة والسلام: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس"