وكيف تكونون عربا بغير لغة العرب أو تكونون مسلمين بغير إسلام وبدون
إلمام بتاريخ الإسلام؟ ويتفاقم أمركم إلى أن تجهلوا الشهور القمرية، وكيف يمكنكم أن تعرفو أحادث الهجرة العظيم إذا كنتم لا تعرفون محرم؟ أو كيف تعرفون ميلاد الرسول العظيم إذا كنتم تجهلون شهر ربيع الأول؟ أو كيف تعرفون يوم صعود نبيكم إلى السماء إذا كنتم تجهلون شهر رجب؟ أو كيف تعرفون شهر صومكم أو عيد الفطر أو عيد الأضحى أو يوم عرفة إذا كنتم تجهلون شهر رمضان وشهر شوال وشهر ذى الحجة؟ إنه لا يمكنك أن تعرف يوم عاشوراء إلا إذا عرفت الشهور القمرية كلها، وهي: محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الثاني، جمادى الأولى، جمادى الثانية، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة.
ففي فاتح المحرم ذكرى الهجرة، وفي عاشره يوم عاشوراء، وفي ثاني عشر ربيع الأول موسم ميلاد محمد صلى عليه وسلم، وفي السابع والعشرين من رجب حادث الإسراء والمعراج، وفي رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام وهو الصوم، وفي أول شوال عيد الفطر، وفي تاسع ذى الحجة يوم عرفة وفي عاشره عيد الأضحى.
فلنحاسب أنفسنا على الروابط التي تربطنا بالإسلام قبل أن ننتسب إلى الإسلام، فهل يستطيع أن يدعى الإنتساب إلى الإسلام من لا يعرف أركان الإسلام والثمانية والعشرين حرفا التي تتألف منها لغة الإسلام، والإثنى عشر شهرا التي يتكون منها تاريخ الإسلام؟
فليس الإسلام مجرد دعوى أو وليمة عرس شعبي يتطفل عليها كل من تحمله رجلاه إليها، وإنما الإسلام تكاليف وواجبات، فمن لم يضطلع بها فلا حظ له في الإسلام.