أداة السيادة

ليست أداة السيادة ملكا واسعا ولا جاها عريضا ولا سلاحا فاتكا وإنما

أعني بأداة السياده ما عناه الشاعر إذ قال:

"ببذل وحلم ساد في قومه الفتى"

فأداة السيادة- إذن- بذل وحلم، بذل لخيرك وحلم عن شر الناس، لابد

من هذين مجتمعين لبلوغ قمة السيادة، فلا يكفي السماح بشيء خارج عن نفسك يذهب اليوم ويعود غدا، ثم إذا امتحنت في شيء يتعلق بصميم نفسك لم يوجد عندك شيء من سماحة النفس، كما لا يكفي أن تجود بنفسك ثم تبخل بما لك أو متاعك.

وهذا سيد من سادات العرب هو عرابة والأوسي يسأل: بم سودك قومك؟ فيقول:- بأربع خلال، أنخدع لهم في مالي، أذل لهم في عرضي، ولا أحقر صغيرهم، ولا أحسد كبيرهم.

على أن الشيء لا يحسن إلا إذا أصاب موضعه، وكذلك البذل والحلم لا يحسنان إلا في مواضعهما:

لا يحسن الحلم إلا في مواضعه … ولا يليق الندى إلا لمن شكرا

بل ربما كان البذل في غير موضعه جريمة كالمال الذي يبذل في الخمر

والميسر، مثل الحلم في غير وضعه فكثيرا ما كان جريمة نكراء، كالعفو عن ولدك حينما يرتكب مخالفة خلقية، وكالسكوت عن تغيير منكر وانتهاك حرمة. إن أسمى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015