ومما يحز في النفس ظهور بعض من ينكر الخوارق أو بعضها، ويئولها بتكلف شديد حتى لا تكون من الأمور الخارقة، فيزعم مثلًا أن المرء إذا اعتقد اعتقادًا جازمًا في أمر من الأمور، وتيقنه يقينًا قاطعًا أنه يقع وفق اعتقاده، فإذا اعتقدت امرأة بكر لم تتزوج ولم يجامعها أحد أنها حامل وتيقنت ذلك فإن الحمل يقع!! 1 ويريدون بذلك تعليل حمل مريم بعيسى عليه السلام فتكلفوا ما هو أغرب من المعجزة، وفروا من خارق إلى أخرق.

وفسروا فلق البحر لموسى عليه السلام بالمد والجزر، والطير الأبابيل2 بالجراثيم والميكروبات.

ونسي أولئك أن الذي يقدر على جعل الماء سائلًا قادر على أن يجعله متجمدًا أو صلبًا، وما المانع أو المستغرب أن يجعل نوعًا من أنواع الطيور قادرًا على حمل حجارة ورميها على أعداء الله ونحو ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015