موقف المستشرقين من تاريخ الإسلام وحضارته

تَمَيَّز تاريخ الإسلام وحضارته بالتوازن بين الروح والمادَّة، والربط بين عالم الغيب والشهادة، ولذلك فإنَّ تفسير هذا التاريخ وحضارته لا يتأتى بتلك المناهج التي درج عليها بعض المستشرقين في تفسير التاريخ بعامة، وتاريخ الإسلام وحضارته بخاصَّة، فقد تجنَّى أولئك المستشرقون -في عامة دراساتهم- على ثوابت التاريخ الإسلامي، وفسروه تفسيرًا ماديًّا، أو قوميًّا، وكأنهم إزاء تاريخ الغرب وحضارته الماديَّة، بل درج بعضهم على تطبيق المنهج المعكوس في حق تاريخ الإسلام وحضارته (?)، فإذا كان يدرس تاريخ الديانة النصرانية في جوانبها الروحيَّة في طور تاريخي يركز على جانب الروح، طبَّق في حق تاريخ الإسلام وحضارته عكس هذا المنهج بما يظهر أنّ الإسلام ذو نزعة مادَّة شهوانية، وإذا حدث في طور آخر التركيز على الجانب المادي في بناء الحضارة، ودراسة مقوماتها، أبرز الإسلام وكأنَّه ذو نزعة روحية -فحسب- ولا يحفل بالجانب المادي في بناء الحضارة وتفسير التاريخ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015