الأهداف لدينا، فإذا اعتدى العدو علينا بضرب مثل هذه الأهداف جاز لنا ضرب ما تصل إليه أيدينا من منشآته كذلك؛ أخذًا بمبدأ المعاملة بالمثل لقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194] (?).

ومن الضوابط الأخلاقية أثناء القتال (عدم المثلة بقتلى الأعداء. . . لأنها عمل حقير، ولا تليق بكرامة الإنسان مسلمًا كان أو غير مسلم. . والاستجابة إلى كف القتال إذا طلب العدو ذلك شريطة ألا يكون مخادعًا. . .) (?).

أمَّا الضوابط التي تكون بعد القتال فتتعلق بالأسرى وكيفية التعامل معهم على نحو ما ذكر الفقهاء في ذلك (?)، وما يجب على المسلمين بعد القتال مع إحراز النصر من (الالتزام الكامل بمنهج اللَّه من التواضع، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصر اللَّه واتباع هديه في كل شؤون الحياة الخاصة والعامة: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41]. . . إن النصر والتمكين في الأرض من أجلّ النعم على المسلمين بعد الإيمان باللَّه، وشكر هذه النعم يكون بطاعة اللَّه ورسوله، لا بالسعي في الأرض فسادًا، والطغيان على عباد اللَّه. . . وفي هذا الإطار المحكم من التوجيه الإسلامي الخلقي جرت معارك المسلمين مع أعدائهم) (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015