وأصبح الرهبان يعيشون في شبه قلاع وحصون عيشًا جماعيًّا فقد الكثير من المعاني والأهداف التي وجدت الرهبانيَّة من أجلها) (?).
يقول أبو الحسن العامري: (إنَّ أحق الأديان بطول البقاء، ما وجدت أحواله متوسطة بين الشدَّة واللين، ليجد كلٌّ من ذوي الطبائع المختلفة ما يصلح به حاله في معاده ومعاشه، ويستجمع له منه خير دنياه وآخرته، وكلُّ دينٍ لم يوجد على هذه الصِّفَة، بل أسس على مثال يعود بهلاك الحرث والنسل، فمن المحال أن يسمَّى هيِّنًا فاضلًا، وذلك مثل ما تمسك به رهابين النصارى من هجران المناكح، والانفراد في الصوامع، وترك طيبات الرزق) (?).
أمَّا شيخ الإسلام ابن تيميَّة فإنَّه تحدث عن توسط المسلمين بين تقصير اليهود، وغلو النصارى في مجال العقيدة والعبادة وسائر الشعائر الدينيَّة، وربط ذلك بانحرافهم عن التميُّز الذي هو صراط اللَّه المستقيم، وهو الدين الذي شرعه اللَّه، والذي من أبرز أهدافه تحقيق العبوديَّة للَّه؛ قال -رحمه اللَّه-: