أنَّه رُبَّمَا تأثر بهذه الثغرات إذ عبَّر في سياق استشهاده بتلك الرسائل على عالميَّة الإسلام بقوله: (لم تكن رسالة الإسلام مقصورة على بلاد العرب، بل إن للعالم أجمع نصيبًا فيها. . . ولكي تكون هذه الدعوة عامة، وتحدث أثرها المنشود في جميع الناس وفي جميع الشعوب، نراها تتخذ صورة عمليَّة في الكتب التي قيل أن محمدًا بعث بها في السنة السادسة من الهجرة) (?)، فقد عبَّر (توماس أرنولد) بقوله: (قيل) التي تفيد التضعيف أو التشكيك، مع أنّه مقرٌّ بعالمية الإسلام وردَّ ردًّا قويًّا على منكري عالمية الإسلام بما ذكره في سياق كلامه.

أمَّا غالبية المستشرقين فإنهم لتأكيد إنكارهم عالمية الإسلام أنكروا أن يكون الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قد بعث برسله ورسائله إلى الملوك والأمراء خارج الجزيرة، ومنهم (مرجليوث) الذي (ادعى أن الرسول لم يوجه أي كتاب للملوك والأمراء خارج الجزيرة) (?)، و (موير) فإنَّه يقول: (لم يوجه الرسول دعوته منذُ بعث إلى أن مات إلَّا للعرب دون غيرهم) (?).

وأنكر (برنارد لويس) في كتابه: السياسة والحرب في الإسلام: (أن يكون الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أرسل الكتب والرسائل إلى الأمراء والملوك الذين عاصروه بحجة عدم العثور على ما يدل على شيء من ذلك في الوثائق التي خلفها هؤلاء) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015