على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فوادعوا الرجل، وانصرفوا إلى بلادكم) (?).

والشاهد من هذا اعتراف وفد النصارى بنبوة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومن المُسَلَّم به عندئذٍ الاعتراف بأصلين آخرين يتصلان بهذا الأصل؛ وهما: أنَّ محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنَّه بعث للناس كافَّة؛ لأن الاعتراف بنبوته يلزمهم أن يعترفوا بهذين الأصلين الاخرين لكون النبي لا يكذب، وهذا مِمَّا يسلمون به فلزم أن يصدقوه فيما قال من كونه آخر الأنبياء والمرسلين، وأنَّ رسالته عامَّة وشاملة (?).

2 - وحدث أنَّ (فروة بن عمرو الجذامي)، وكان ملك عرب الروم، وعاملًا لهم على من يليه من العرب، بعث برسوله إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، معلنًا إسلامه، وأهدى للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بغلة بيضاء، (وكان منزله (مَعَان) بأرض الشام، فلمَّا بلغ الروم ذلك من إسلامه، طلبوه حتى أخذوه، فحبسوه عندهم، فلما اجتمعت الروم لصلبه. على ماء لهم يقال له: عفراء بفلسطين قال:

بلغ سراة المسلمين بأنَّني ... سلم لربِّي أعْظُمِي ومقامي

ثُمَّ ضربوا عنقه، وصلبوه على ذلك الماء يرحمه اللَّه) (?).

هـ - وتوافدت القبائل مرة أخرى في حجة الوداع لملاقاة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- والأخذ عنه أمور الإسلام ومناسك الحج وشعائر الدين، وقد كان أناب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015