وقد أصبحت فرية تأليف محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- للقرآن الكريم من المسلمات لدى غالبية المستشرقين حتى العصر الراهن، وإذا كان بعضهم يورد ذلك بطريقة غير مباشرة، وبأسلوب أقل حِدَّة فإنَّهم -بالجملة- يحرصون على أن يبدو هذا الأمر في سياق ما يطلقون عليه الاستنتاجات العلمية (?).

ولَمَّا كان القرآن الكريم قد اشتمل على كثير من القصص والتاريخ والعلوم والمعارف والنظم والمغيبات، وغير ذلك مِمَّا تميز به من معالم الرؤية الشاملة الدقيقة للإنسان والكون والحياة، وهذه الأمور لا يتصور معرفتها والإحاطة من محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا من قومه، فقد زعم أكثر المستشرقين -على أساس من إنكارهم المصدر الرباني، ودعواهم أن القرآن من تأليف

محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- قد اعتمد في تأليفه للقران الكريم على مصادر عِدَّة من أهمها:

1 - الكتاب المقدس، وفي ذلك يقول (ريتشارد بل) في كتابه: مقدمة القرآن: (إن الجانب الأكبر من المادة التي استعملها محمد ليفسر تعاليمه ويدعمها قد استمده من مصادر يهودية ونصرانية) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015