وقيل: أربعة، ثُمَّ بعثها (إلى كل من مكة والشام واليمن والبحرين والبصرة والكوفة، وحبس بالمدينة واحدًا) (?).

وقد انتهج عثمان -رضي اللَّه عنه- والجماعة التي كلَّفها بهذا العمل منهجًا علميًّا تجلَّت فيه مظاهر حفظ اللَّه لكتابه، حتى بلغ الأمر بكثير من المستشرقين أن يعترفوا بذلك المنهج، ويتوافر معظمهم على القول بأنَّ الفضل -بعد اللَّه- يعود لعثمان في المحافظة على نص القرآن الكريم كما هو الآن بين ظهراني الأُمَّة الإسلاميَّة كقول (بلاشير): (إنَّ الفضل -[بعد اللَّه]- يعود إلى الخليفة عثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه- لإسهامه قبل سنة 655 م في إبعاد المخاطر الناشئة عن وجود نسخ عديدة من القرآن، وإليه وحده يدين المسلمون بفضل تثبيت نص كتابهم المنزل على مدى الأجيال القادمة) (?).

وله أيضًا مقولة أخرى تبين أنَّ هذا النص ثابت عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ يقول: (ليس لدينا أي سبب يحملنا على الاعتقاد بأنَّ هناك أيَّة آية في القرآن كله لم ترد عن محمد) (?).

ويعترف كثير من المستشرقين أنَّ القرآن الكريم منذُ أنجز المصحف الإمام برسمه العثماني حتى العصر الحاضر تواتر نقله في غاية الضبط والمطابقة وعدم تحريف حرف منه أو تغييره أو تبديله؛ من ذلك قول (لوبلوا): (إنَّ القرآن هو اليوم الكتاب الرباني الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير يذكر) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015