الناس، وتعرفوه وأقروه، فكان المكتوب متواترًا بالكتابة ومتواترًا بالحفظ في الصدور، وما تَمَّ هذا لكتاب في الوجود غير القرآن، وتلك -وايم اللَّه- عناية من الرحمن خاصة بهذا القرآن العظيم) (?)، وشرف للأمَّة الإسلاميَّة تميزت به على سائر الأمم، ووفقها اللَّه لخدمة كتابه في منهج علمي سبقت إليه جميع الأمم.

يقول (لوبلوا) مشيرًا إلى هذا السبق العلمي للأُمَّة الإسلاميَّة: (من ذا الذي لم يتمنَّ لو أنَّ أحدًا من تلاميذ عيسى الذين عاصروه قام بتدوين تعاليمه بعد وفاته مباشرة) (?).

د- وفي عهد عثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه- وقد اتسعت الفتوحات الإسلاميَّة وانتشرت الأُمَّة الإسلاميَّة في أرجاء المعمورة، وصاحب ذلك التوسع والانتشار خوف ولاة أمر الأُمَّة أن يختلف المسلمون في القرآن كما حدث لليهود والنصارى، فأقدم خليفة المسلمين -رضي اللَّه عنه- وأرضاه على عمل آخر في صالح الأُمَّة الإسلاميَّة؛ إذ أمر أربعة من الصحابة الكرام وهم (زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد اللَّه بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام) (?) أن ينجزوا للأُمَّة مصاحف قيل أنَّ عددها خمسة، وقيل: سبعة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015