والأسود، وتبؤوا دار الهجرة والإيمان حتى صارت موئلًا ومرجعًا يرجع إليه المؤمنون، ويلجأ إليه المهاجرون، ويسكن حماه المسلمون إذ كانت البلدان كلها، بلدان حرب وشرك وشر، فلم يزل أنصار الدين يأوون إلى الأنصار، حتى انتشر الإسلام وقوي وجعل يزداد شيئًا فشيئًا) (?) حتى إذا أفاء اللَّه على رسوله وغنم أموال بني النضير (دعا الأنصار وشكرهم فيما صنعوا مع المهاجرين. . . ثم قال: "إن أحببتم قسمت مما أفاء اللَّه علي من بني النضير بينكم وبينهم وكان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في مساكنكم وأموالكم، وإن أحببتم أعطيتهم وخرجوا من دوركم" فقال سعد بن عبادة وسعد بن معاذ: بل تقسمه بين المهاجرين، ويكونوا في دورنا كما كانوا، ونادت الأنصار: رضينا وسلمنا يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار") (?).

- وعن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: (قالت الأنصار: أقسم بيننا وبين إخواننا النخل قال: "لا" قال: "تكفوننا المؤونة وتشركوننا في التمر" قالوا: سمعنا وأطعنا) (?)، فهذه صورة أخرى من الإيثار الذي اتصفت به الأنصار فقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015