ليل مريع، أحاط أبناء القبائل المسلحون طيلة ساعاته بدار الرسول ينتظرون اللحظة التي سيطيحون فيها برأسه ويفرقون دمه بين القبائل.
قال ابن إسحاق: (فلمَّا كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام، فيثبون عليه، فلمَّا رأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مكانهم، قال لعلي بن أبي طالب: "نمْ على فراشي، وتسجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم. . . "، وخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخذ حفنة من تراب في يده، وأخذ اللَّه على أبصارهم عنه فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم. . .) (?).
الثانية: اختيار أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه-: ليكون رفيق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأخاه في هجرته، وما صاحب ذلك من مشاعر الحب والفداء والتضحية (?) والثقة في نصر اللَّه ووعد الحق، ولئن كان المجال لا يتسع لذكر تفاصيل ذلك؛ فإنَّ من المواقف الخالدة ما سجله القرآن الكريم حكاية عن أبي بكر إذ هو مع