ما أوجبه اللَّه على الإنسان من حقوق اللَّه تعالى، وحقوق لعباده، وحقوق لنفس الإنسان ذاته، وما ينبغي التوجيه إليه والتأكيد عليه هنا من معنى الأمانة هو تعامل الفرد المسلم مع أخيه، ثم تعامل الأمة بعضها مع بعضها الآخر ومع غيرها من المجتمعات البشرية والأمم الأخرى، والضابط في ذلك هو؛ أن يتعامل الإنسان مع غيره بمثل ما يحب أن يعاملوه به من النصح والصدق والإخلاص والوفاء في شتى ميادين الحياة ومجالات التعامل الإنساني إلا أن هناك فرقًا يتميز به المسلم وتتميز به الأمة الإسلامية في التعامل مع الآخرين وهو أن الإسلام ينهى عن خيانة الذين يخوننا، أي: أن اقتراف جريمة الخيانة من قبل الآخرين لا يسوغ لنا خيانتهم، فالخيانة ليست من الاعتداءات التي تقابل بالمثل) (?).

وعن هذا المعنى قال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك" (?)، وهذا مما امتازت به الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم، فإن اليهود على سبيل المثال كانوا يقولون: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} [آل عمران: 75] (أي: لا حرج عليهم في خيانة العرب، ولكن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015