الأمانة ليشمل ما دعا إليه قول اللَّه عز وجل: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72].

جاء في تفسيرها بأنها: (امتثال الأوامر، واجتناب المحارم في حال السر والخفية كحال العلانية. . .) (?)، وأن اللَّه عز وجل: (عرضها على المخلوقات العظيمة. . . عرض تخيير لا تحتيم، وإنك إن قمت بها وأديتها، على وجهها، فلك الثواب، وإن لم تقومي بها ولم تؤديها فعليك العقاب، "فأبين أن يحملنها وأشفقن منها". . .

خوفًا أن لا يقمن بما حملن لا عصيانًا لربهن، ولا زهدًا في ثوابه، وعرضها على الإنسان على ذلك الشرط المذكور، فقبلها وحملها مع ظلمه وجهله، وحمل هذا الحمل الثقيل، فانقسم الناس -بحسب قيامهم بها وعدمه- إلى ثلاثة أقسام: مثافقون قاموا بها ظاهرًا لا باطنًا، ومشركون تركوها ظاهرًا وباطنًا، ومؤمنون قائمون بها ظاهرًا وباطنًا) (?).

وعلى هذا فالأمانة هي (باختصار الأخلاق؛ لأن الأخلاق في مجملها الصدق في الأقوال كلها والعمل الصالح في السلوك كلَّه) (?)، ولذلك قال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم" (?)، ويدخل في الأمانة أداء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015