ومما يعكس تلك الروح العدائية اضطلاع البيزنطيين والغربيين من بعدهم بمجادلة الإسلام، ويذكر بعض المؤرخين أن البيزنطيين هم الذين بدؤوا العداء (?)، وانعكس ذلك في مجادلتهم الإسلام لصرف إخوانهم النصارى عنه أولًا، ثم بقصد تشويه الإسلام ونسبته إلى اليهود والنصارى ودعوى أنه مجرد تلفيق متناقض للديانتين. ومن أبرز هؤلاء المجادلين العالم النصراني يوحنا الدمشقي: (56 - 131 هـ الموافق 676 - 749 م) الذي أظهر اهتمامًا بدراسة الإسلام من ذلك الوقت المبكر، وتمثل ذلك في مؤلفات من أهمها (محاورة مع مسلم)، و (إرشادات النصارى في جدل المسلمين)، قصد بها صرف إخوانه النصارى عن الدخول في الإسلام (?)، ومما يذكره بعض المؤرخين عنه أنه (يعد ممهد الجادة للمستشرقين المعروفين بتحاملهم على الإسلام، فأكثر ما يزعمونه ويفترونه عليه، هو مما كان قد قاله ودوَّنهُ قبلهم بما يزيد على ألف عام) (?).
ويورد جواد علي بعد ذلك جملة من كتب الجدل والمناظرات المؤلفة في الرد على المسلمين يثبت من خلالها تحاملها على الإسلام من ناحية، وارتباطها بدوائر العداء له من ناحية أخرى (?).