ومما يؤيد هذا النقد والاختيار قول بعض المفسرين عن صاحب القصة: (يحتمل أنَّ المراد شخص معين، قد كان منه ما ذكره اللَّه، فقص اللَّه قصة تبينها للعباد، ويحتمل أنَّ المراد بذلك، أَنَّه اسم جنس، وأَنَّه شامل لكل من أتاه اللَّه آياته، فانسلخ منها (?)، ومهما اختلفت الأقوال في صاحب القصة فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب (?)، وفي ذلك قال الرازي: (المثل في السورة وإن ضرب لبلعام (?)، ولكن أريد به كفار مكَّة كلهم؛ لأنهم صنعوا مع النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بسبب ميلهم إلى الدنيا وشهواتها من الكيد والمكر ما يشبه فعل بلعام مع موسى عليه الصلاة والسلام) (?).

والشاهد من هذه الآية؛ حيث ذم اللَّه تعالى ذلك الشخص الذي آتاه اللَّه آياته، فانسلخ منها، وسواءً كان المراد شخصًا بعينه، أو اسم جنس لكل من أتاه اللَّه آياته فانسلخ منها، فإن ذكر قصته وتلاوتها على من بلغ، فيها التعريض بمن لم يحقق مراد اللَّه فيه؛ من العمل الصالح والالتزام بالهدي واتباع الحق وإيثاره.

قال ابن قيم الجوزية في تفسيره لقوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015