القافل من بلاد الروم قد ظهر بناحية "قنسرين"، ثم انحطَّ على الجزيرة وسواد العراق، حتى دفع في البحر من ناحية البصرة والأيلة وامتد إلى "عبادان"1، أو "لأن بحر فارس وبحر الحبش والفرات ودجلة أحاطت بها، وهي أرض العرب ومعدنها"2.
على أن شبه جزيرة العرب ليست وحدها هي مسكن العرب، فقد كانت لهم مساكن فيما حولها، إلا أنها مساكن أكثرهم، وأهم مساكنهم، ومن ثم فقد أضيفت إليهم3، وذلك لأن العرب قد سكنوا في العراق من ضفة الفرات الغربية، حتى بلغوا أطراف الشام، كما سكنوا في فلسطين وسيناء إلى ضفاف النيل الشرقية حتى أعلى الصعيد، وهي أرضون يرى الكتاب القدامى -من يونان ولاتين وعبريين وسريان- أنها من مساكن العرب، ومن ثم فقد دعوها "بالعربية" و"بلاد العرب" لأن أغلب سكانها إنما كانوا عربًا4، وأما بلاد العرب في التوراة فهي موطن "الإسماعيليين و"القطوريين"5، وهي بواد تقع في شمال بلاد العرب، وفي الأقسام الشمالية6 منها.